تلقت الهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال من أعضاء من الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة وأحزاب سياسية وممثلين عن المجتمع المدني وصحفيين مراسلات ناقدة بخصوص البرنامج الديني الذي تبثه قناة حنبعل التلفزية خلال شهر رمضان، ويقدمه الأستاذ عبد الفتاح مورو.
وباعتبار أن من صلاحيات الهيئة تقييم وضع الإعلام بمختلف جوانبه وإبداء الرأي حول ممارسات وسائل الإعلام العمومية والخاصة ومدى استجابتها لأخلاقيات المهنة الصحفية وما تقتضيه من قيم الحياد والاستقلالية والموضوعية، خاصة في هذه الفترة الانتقالية الحساسة التي تمر بها البلاد.
وبالنظر إلى أن:
* من شأن البرنامج المذكور أن يخرق قاعدة الحياد والنزاهة باعتبار أن مقدم البرنامج، الأستاذ عبد الفتاح مورو، ناشط سياسي على علاقة وثيقة مع أحد الأحزاب السياسية المعروفة على الساحة التونسية وكثيرا ما شارك الى جانب قياديي ذلك الحزب في الاجتماعات العامة والحوارات التلفزية إلى درجة شيوع خبر أنه سيقود حملته الانتخابية.
* شرط الحياد هذا يمليه الوضع الحساس الذي تمر به بلادنا عشية انتخابات حاسمة ومحددة لمستقبلها.
* قناة " حنبعل"، التي تستعمل موارد عمومية، مطالبة وفقا للاتفاقية المبرمة بينها وبين السلط العمومية، باحترام التزاماتها التعاقدية والحياد المطلوب في تناول قضايا الشأن العام.
ترى الهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال أن على إدارة قناة " حنبعل" إعادة النظر في بثّ برنامجها الذي قد تختلط فيه الدعاية السياسية بالدعوة الدينية، وتحثها على أن يقدم مثل هذه البرامج المحمودة خاصة في هذا الشهر الفضيل رجال دين مستقلين عن اللعبة السياسية.
* من جهة اخرى, نلفت انتباه باعث القناة إلى أن إعطاء أنشطته الخاصة هالة إعلامية توحي بثقافة العهد البائد في تغطية البروتوكولات الرسمية مستغلا في ذلك القناة وصحفييها، فيه خرق لميثاق العمل الصحفي وأخلاقيات المهنة الصحفية، حيث لوحظ في الفترة الأخيرة أن قناة حنبعل تتولى الدعاية بصفة مباشرة أو غير مباشرة للصّورة الشخصية لباعثها، والتنويه والترويج له لدى الرأي العام، وذلك ضمن بعض البرامج التّي تبثها وخاصّة منها المتعلّقة باستطلاع وضعية المواطنين في بعض الجهات الداخلية أثناء تعبيرهم عن آراءهم وتطلعاتهم، وكذلك ضمن برامجها الاجتماعية ذات الصبغة الإنسانية، والتّي يتكرّر بثها على مدار الساعة ليبدو السيد العربي نصرة وكأنه "المنقذ المنتظر"، كما يتم الإعلام عن بعض مقابلاته الشخصية مع ممثلين عن الأحزاب السياسية وتقديم تصريحاتهم إثر تلك المقابلات في إطار إخباري يوحي بأدوار سياسية قيادية و افتراضية لباعث القناة.
لذا تدعو الهيئة المسؤولين على قناة حنبعل إلى السهر على تفادي مثل هذا السلوك وهذه المواقف، وفقا لما جاء من التزامات ضمن الاتفاقية المشتركة لإحداث واستغلال قناة حنبعل وميثاق العمل الصحفي، وأخلاقيات المهنة الصحفية، في إطار الحيادية والموضوعية وتغليب خدمة المصلحة العامة على المصالح الحزبيّة الشخصية
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire